لم أستيقظ يومًا وأنا أقرر أن أبدأ “رحلة تطوير الذات”.
كل ما في الأمر أنني تعبت… من الدوران في نفس الدائرة، من محاولات إرضاء الجميع، ومن شعور داخلي يقول إن هناك شيئًا ناقصًا رغم أن كل شيء يبدو بخير من الخارج.
بدأت أبحث بصمت، أقرأ، أدوّن، وأتساءل: “هل التغيير فعلاً ممكن؟ أم أننا نحاول فقط أن نبدو بخير؟”
لم تكن رحلتي مليئة بالتحفيز أو الخطط اليومية، بل كانت خطوات صغيرة مترددة، بين وعيٍ جديد وانتكاسة مؤقتة، بين حماسٍ وملل.
لكنني كنت أتعلم شيئًا واحدًا في كل مرة: أن تطوير الذات لا يعني أن أصبح نسخة مثالية مني، بل أن أقترب أكثر من نفسي الحقيقية.
أتذكر تمامًا الموقف الذي بدأ كل شيء.
كان يومًا عاديًا جدًا، لكنّ كلمتين بسيطتين من شخص قريب تركتا في قلبي أثرًا غريبًا:
“إنتِ دائمًا تحاولين تكونين كل شيء للكل، بس وين أنتِ؟”
وقفت أمام هذه الجملة كأنها مرآة انكشفت فجأة.
اكتشفت أني فعلاً أعيش بعقل مشغول بالآخرين أكثر من نفسي، وبقلب يوزّع طاقته على الكل وينسى نفسه في آخر الصف.
من يومها بدأت أتعلم كيف أسمع صوتي الداخلي، وكيف أقول “لا” دون شعور بالذنب، وكيف أتوقف عن لوم نفسي كلما تعبت.
لم يكن الأمر سهلاً، ولا سريعًا.
لكن شيئًا ما تغيّر في نظرتي للحياة…
صرت أقدّر الهدوء أكثر من الضجيج، والنوايا أكثر من النتائج، والصدق مع النفس أكثر من إرضاء الآخرين.
رحلتي مع تطوير الذات لا تزال مستمرة، لكنها لم تعد بحثًا عن الكمال، بل عودة إلى البساطة، إلى السلام، إلى نفسي .
